يعتبر الطبيب النفسي (دانييل بايلي ) بان الخوف من احساس الفراق هو حالة نفسية مرتبطة بالطفل بسبب غياب والدته عنه وان هذا الاحساس يتفاقم حتى يصل ذروته ما بين شهري الثامن والحادي عشر ثم يتراجع بعد ذلك .
الوعي والادراك
يعي الطفل في المرحلة العمرية المبكرة على وجود والدته حتى وان لا يراها ولكنه يفكر بها ولو غابت عنه لفترة قصيرة فهو متأكد باحساسه بانها سوف تعود لينعم بحنانها وملاعبتها وهي من سيرضعه.
النقص العاطفي .
اكد خبراء علم النفس الاخصائئين بعلم النفس الاسري على ان الاطفال الذي لا يتقبلون (الوحدة ) ويخافون منها هم في الغالب من يعانون من الاجحاف العاطفيبسبب عدة عوامل منها : انفصال الوالدين / موت الام / وبالتالي هذا الشعور العدائي يصور لهم رحيل الام وكأنه سفرا طويلا . تكون الام موجودة في بعض الحالات جسديا لكنها فعليا غائبة جسديا بسبب انفعالاتها النفسية مما يجعل افكار طفلها مصنفة ضمن الافكار المثيرة للحزن والقلق .
الحنان وانعكساته .
يحتاج المرء البالغ الذي يعاني من خوف (الوحدة ) لوجود آخرين يبرهنون له عن مشاعرهم بشكل ملموس اي ان يكونون حاضرين بأجسادهم . عندما يدخل هذا المرء المشار اليه نفق الاحزان والكآبة سيعجز عن استرداد صورة امه لانه بالاصل كان محروما منها ومن حضن مشاعرها الدافئة .
فوبيا الوحدة .
تؤكد اخصائية علم النفس (باتريس هوير ) على ارتباط الوحدة بالرهاب (الفوبيا ) مما يعني طبيا : الصمت / العتم / الذات / اي العوامل التي تعني المواجهة المباشرة ما بين المرء وحقيقته من الداخل حينها يصبح الآخر اداة مضادة للرهاب ومطمئنة تزيل القلق والخوف عن افكاره . يرتبط الشعور بالوحدة ايضا بمخاوف موضوعية مثل : صدمة حقيقية خصوصا وان المرء الذي تعرض للعنف يخاف كثيرا . ان كثيرون من الناس يخافون التعايش مع الآخر ويتهربون من مواجهة الذات فيبحثون عن الاطمئنان في وجود الآخرين و ان المقدرة في مثل هذة الحالة المرضية نفسيا ان يكون المرء معتمدا على وجود الآخرين من حوله ليكون انسانا متعافيا عاطفيا .
سبل العلاج
يشير المعالج النفسي (فريدريك فانجي ) الى السبل الوقائية للتغلب على هذا الشعور وهي :
البحث عن الماضي :
اي المراقبة /التحليل للاحداث/ تقيم الاحساس/ تدوين الافكارالسلبية على مفكرة / ان الهروب من المواجهة يؤدي الى تأزم الحالة النفسية . البحث في الماضي يدفع المرء الوحيد للمواقف المقلقة المسببة للحزن عنده وبالتالي الماضي يحدد ا بصمته العاطفية .
ان البقاء في البيت وممارسة اي نشاط محبب مثل : الاستماع للموسيقى /الرسم /يجعل الوحدة مرتبطة بالاحاسيس الايجابية مما يخفف تدريجيا الرهاب (الفوبيا ) .