حوار / ديبلوماسي
لقاء وصياغة / دعيبس بلوط
تفتقد في لبنان للمائدة الرمضانية في الشهر الفضيل وتقوم بالشوبنغ بنفسها .
الراقية فاطمة اسماعيل حرم السفير المصري .. اختصرت في حضورها نجاحات المرأة العربية .
في سجلات النفوس الانسانية شخصيات ثابتة في ذاكرة الحياة الاجتماعية لا يمكننا نسيانها بسهولة لانها مثل وميض الروح تدخل القلوب بدون استئذان وتتربع فيها .
ضيفتنا سيدة احتضنت في كاركتيرها الجمال والانسانية والعراقة وحسن الضيافة لكن الاجمل فيها هذة المروج الشاسعة من التواضع . درست الاقتصاد لكنها تزوجت الديبلوماسية . عشقت الطبيعة حتى باتت منارة مشعة للفرح . السيدة فاطمة اسماعيل حرم السفير المصري في لبنان تفتح دارتها لرئيس التحرير في حوار حضاري معتق مثل حضارة الفراعنة تكشف من خلاله النقاب عن عدة ملفات انسانية واجتماعية .
ما بين …الحضارتين
ماذا يمثل اليك لبنان ؟
يمثل حالة كبيرة جدا وعميقة جدا في الوجدان لانها تنم عن علاقة تاريخية عريقة ما بين الفراعنة والفينيقين, والتبادل التجاري بينهما خصوصا استيرادنا لاخشاب الارز, فهذا الرصيد التاريخي ما بين البلدين مازال قائما حتى يومنا هذا .
لاي مدى زوجة السفير تعيش حالة من الترحال الدائم ؟
حالة صعبة لا توصف ,فاول مرة ذهبنا فيها (باريس) كنت ايامها في ال (21) من عمري يوم ذهبت لاستشارة الطبيب فسألني عن طبيعة مهنة زوجي فقلت له : ديبلوماسيا , فرد تلقائيا بان حياتي موضبة في حقائب السفر .
ماذا قصد في ذلك ؟
الترحال , لم افهم يوميها قصده ,ولكن فيما بعد ادركت ما قصده ,تصور (في تموز 2006) كان زوجي قنصلا مع سعادة السفير حسين الضرار فحصلت الحرب في لبنان وكانت اغراضنا محجوزة على المرفأ ببيروت موضبة كلها في الصناديق فاول ما خفت عليه الصور الخاصة باولادي لانها تؤرشف مراحل حياتهم قبل ان اهتم الى الاثاث وتوابعه. انا فهمت بان حقيبة ترحال السفير فيها كل ذكرياته ومشاعره وحنينه واشياء لا تعوض ابدا ان ضاعت .
ترتبطين بالاماكن والصور والوجوه لهذة الدرجة من الرومنسية ؟
انا اّتية من جيل الرومنسية ,ايامنا كانت روايات عبيررائجة فكنت اينما ذهبت هذة الروايات رفيقتي نحن ابناء جيل المواعيد المنضبطة والالتزام الحقيقي والروابط الانسانية .
لماذا قررت الزواج مبكرا ؟
فكرة الزواج عند ابناء جيلي كانت جزء من الرومنسية نتيجتها العائلة والانجاب , ما كانش لسى كيان الاستقلالية المادية والمهنية عند المرأة شائعا ايامها زي النهاردة .
ام علي كيف ترين واقع المرأة العربية اليوم وخصوصية وضع المصرية ؟
المرأة العربية تحت ضغوطات كثيرة ومفهوم واقعها مرتبط حسب الطبقة الاجتماعية القادمة منها . عندنا شرئح او نوعيات كثيرة من النساء مثل المرأة الكادحة المعنية بمسؤوليات اسرية والتي تساند زوجها وضعها صعب جدا وعندك نساء المجتمع المخملي فالبعض منهن يقوم باعمال خيرية ويوفر فرص العمل وهن مجتهدات ويستحقن الثناء , اما البعض الاخر المعني بالشأن العام لكنه لا يحبذ فكرة الظهور فهو ايضا يعطينا دورا هاما للمرأة في عالمنا العربي , وعندنا شريحة من النساء همها (show..off )
اما عن حال المرأة المصرية فهي انسانة مجاهدة استطاعت ان تحقق مكاسب عالية بفضل ثقافتها و جهادها .
المرأة الاوروبية برأيك اكثر ارتياحا من المرأة العربية ؟
منظومة الحياة في اوروبا مختلفة تماما عنا ,فهي منظومة قائمة على خطط وسكك اقتصادية عديدة تمكن المرأة الاوروبية من الاختيار وفق ميزانيتها المادية لان الدولة توفر لها فرصا لذلك , وهذا ما لمسته اثناء اقامتي في فرنسا , سواء الطبابة اوالسكن لان غالبية الفرنسيين يسكون ضواحي باريس باريس الى المواصلات من خلال اشتراكات شهرية الى وسائل الترفيه ايضا حيث بامكان اي مواطن فرنسي ان يزور المتاحف في كل اول شهر وهنالك تخفيضات خاصة لطلاب الجامعات .اذن اّلية الاقتصاد على السكة الصح ما تلخبطش المواطن .
صور عائلية ..
هل تفتقدين وجود البنت بين علي ويوسف ؟
بصراحة هذا الشعور لم افتقده الا منذ فترة قصيرة عندما مرت والدتي بوعكة صحية وجدت نفسي مضطرة لملازمتها فالبنت بالفطرة عندها مؤهل عاطفي مختلف عن الشاب .
لماذا لم تذهب الى حفل السفارة السوسرية ؟
لاني بصراحة من متذوقي فن كاظم الساهر فكنت احضره يوم الاحتفال بالعيد على مسرح مهرجانات بيت الدين
طبيعة سعادة السفير عاطفية مع ولديه؟
صحيح لانه تربى وسط عائلة ديبلوماسية تعلم منها الكثير لذا هو قلق دوما عليهما .
ما الفرق بين شخصية علي ويوسف ؟
علي على درجة عالية من الشبه مع والده حتى في نبرة صوته ,اما يوسف فهو اجتماعي جدا وحنون جدا يعبر تلقائيا عن حنيته .
اكثر ما تحنين اليه في مصر؟
احن وافتقد ليالي رمضان والاعياد فانا لا افطر الا مع ابني واشرب قهوتي بمزاج بعد الافطار ونادراما البي الافطارات فاترك هذة المسألة للسفير
بيتك ماذا يعني لك ؟
بيتي فيه الهدوء فانا نظامية جدا واملك عين (ميكروسكوب )ومن شدة نظامي اعتبر نفسي مزعجة فأنا اعتبر بيتي لراحتي النفسية .
لك ذوقك الخاص في ديكور البيت ؟
صحيح انا لست كلاسيكية وافضل الخشب البني الداكن واحتفظ بكل بطاقات المعايدة في عيدي لانها ذكريات حميمة بالنسبة لي .احب الروائح الذكية كثيرا .
هل تعتبرين ذكرياتك عبئا عليك ؟
طبعا هيي فيها الكويس والوحش, فانا لما تركت لبنان لاول مرة دخلت الاكتئاب لاني ابتعدت عن احبائي وصديقاتي .
ما معنى الصداقة في حياتك ؟
انا محظوظة لان صديقاتي هن اخواتي فانا عشت وحيدة بلا شقيقة واعتبرهن عائلتي .
هل طبيعة عمل زوجك الديبلوماسية اثرت عليك في مكان ما ؟
بصراحة كانت شخصيتي لا تعرف الا لونيين: اما ابيض ,اما اسود عرفني زوجي على المنطقة الرمادية لكن ملامحي تخدعني احيانا لان تعابير وجهي صادقة لاقصى الحدود .
كيف تقضين يومك داخل هذا القصر ؟
انا ما عنديش بروتوكول خاص رسمي لاني اتبع جدولي الشخصي فانا من يقوم بالشوبنغ من السوبر ماركت واحب المشي في بيروت لانه مش ممكن تحب اي بلد بدون ان تتعرف على شوارعها وحواريها .
ما سرك مع قيادة السيارة بسرعة ؟
مش اوي انا بسوق وانا بسمع مزيكا , بحب اسوق بنفسي .
على هامش الحوار :
استقبال السيدة فاطمة تعجز الكلمات عن التعبير عنه .
تربت في بيت هي البنت الوحيدة فيه.
علمتها والدتها بان الصحة هي سلف ودين وعلينا الاهتمام بصحتنا .
والدها (صيدلانيا ) زرع فيها روح القناعة وكان دوما يردد على مسمعها : يجب ان يكون لدينا القناعة فكما نتذوق الطعمية (اكلة شعبية ) كذلك علينا تذوق الكافيار .
نقلت ما استطاعت من القيم والمبادىء الى اولادها لكن عصرهم مختلف عن عصرها .
واقعية رومنسية وحساسة جدا .