الموسيقار الشيخ سيد درويش من الاسكندرية / حيكوم الدكة الشعبي (مواليد 17/ مارس 1892) . بدا حياته منشدا لالحان الشيخ سلامة حجازي وحسن الازهري ثم التحق بالمعهد الديني بالاسكندرية . كان والده صيناعيا يصنع القباقيب والكراسي الخشبية وبحارا فقيرا . توفيت شقيقتيه باكرا وتزوج في السادسة عشر من عمره .
ترك دراسته الدينية وبدأ الغناء في الملاهي والمقاهي الشعبية حيث يروى بأن الظروف المعيشية والمسؤوليات الصعبة دفعتا به للعمل في ورشة للبناء الا ان المقاول المسؤول فيها اعجبه صوته فعينه مطربا على العمال . شاءت الصدفة ان يستمع اليه الاخوين عطاالله فاصطحباه معهما الى بلاد الشام ولبنان وعندما رجع للقاهرة تفتحت موهبته وغزت الحانه واغانيه الاسواق فتهافت الناس على حفلاته وتسابقت الفرق المسرحية على الحانه مثل فرقة : نجيب الريحاني/ جورج ابيض/ علي الكسار / كما شكل ثنائيا مع الشاعر بيرم التونسي وبديع خيري تجلى باشعار اروع الاعمال الغنائية التراثية .
قام برحلة الى الشام (1912/1914) وهناك تعلم اصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية . كان اول لحن له (يا فؤادي ليه بتعشق) و هو اول من ادخل الغناء (البوليفوني ) على الموسيقة العربية في اوبريت : العشرة الطيبة / شهرزاد/ البروكة . قدم خلال عمره القصير مسيرة حافلة فيها العديد من الادوار و40 موشحا ومائة طقطوقة و30 رواية واوبريت مسرحيا .
كان مولعا بغرام النساء وكان لكل لحن من الحانه مناسبة او قصة . اغرم براقصة لعوب هي جليلة ام الركب ومن فرط عشقه لها غنى لها (زوروني كل سنة مرة ) وبعدها تعلق بامراة تدعى فردوس ويقال بانه تزوج من حياة صبري سرا وهي من افراد فرقة عكاشة كان قارئا نهما و يعتبر الموسيقى لغة عالمية بين الشعوب فنال لقب (ابو المسرح الغنائي العربي ) كان خفيف الظل سخي العطاء هوايته اصلاح اقلام الحبر . تميز سيد درويش بعبقريته الفذة وردد الحانه و اغانيه الاطفال قبل الكبار . كان رجلا ميالا للسخرية ووفيا لاصدقائه انما سريع الانفعال . ادمن على الخمر والمخدرات وتعلم الموسيقى من كتاب اشتراه عن ناصية الرصيف . كان دوما يقف على شط اسكندرية ويحلم بالسفر الى ايطاليا . لحن النشيد الوطني لمصر ومات يوم عودة سعد زغلول من المنفى فدفن سرا حتى لا يثور الشعب . قيل بانه مات مسموما بمؤامرة من الديوان الملكي والانكليز لان اغانية محرضة على الثورات .