قراءات وجدانية عارية …على ارصفة يراع نزار قباني .
mcgd
يناير 28, 2022
مقال
425 زيارة
مقال / ادبي
بقلم / دعيبس بلوط
بعد زمن القحط والجفاف الادبي الابداعي لا بد من العودة اليه .
في نمطية يراعه سحر الفكرة وفتنة الصياغة واغراء السلاسة
قراءات وجدانية عارية …على ارصفة يراع نزار قباني .
كل ما تحتاجه ساعة او ساعتين تقرأ فيهما بعضا من افكاره او قصيدتين من قصائده لتشعر بعد ذلك بالطمأنينة الروحية وتسترد عافيتك فتنطلق برحلة جديدة مع الحياة . هذة حقيقة نزار قباني الشاعر العاشق المؤثر والمتاثر بكل مكنونات القلب والحياة .
الابحار .
احساس بديع ان تنسلخ عن شوائب الحياة ورموزها وتتغاضى عن السخافات التي تتحكم بأوصالها لتكون معزولا بذاتك في بقعة جغرافية لا تشبه اي مكان على وجه الارض . احساس عال وخفي ان تكوم مخدتك محبرة غائصة في جدول الحروف وريشتك كلمة هائمة في سحابة مخيلة . هذا ما شعرت به واشعره كلما قرأت نزار قباني الديبلوماسي وليس الشاعر والانسان وليس الحرفي بنظم القوافي والابيات ومعشوق النساء .
مفردات من ضباب الخيال .

كانت كتاباته المنتظمة في الصحف جرعات غير مؤذية فكريا انما لو زادت عن اعتدالها ومعاييرها لاصابته كما يقول بالسم فهو كاتب مكشوف لا يرتدي الاقنعة ولا يتحدث بصوتين مثلما يمثل الممثلون بل يفضل الصمت اذا كان الآخر اقل مستوى من كلامه .يتوق القباني دوما للعيش في عصر الشمعة والموقدة ورائحة الحطب ومن اروع اللحظات عنده الاستيقاظ صباحا فيجد قصيدة غافية تحت مخدته .
هو رجل لا ترهقه الاسئلة الذكية وعاشر الموت بوفاء من خلال مراثيه لوالده وحبيبته “بلقيس ” فكانت فلسفته بهذا الزائر الموت هو ذاك القدر الذي يحسم الامور بينما المرض بعكسه يتركها معلقة . يتذكر القباني امسيته الشعرية في منطقة (النبطية / جنوب لبنان ) وكيف كانت الامهات الحاضرت ترضعن صغارهن فالشعر مداوة الروح .
العمر وان مضى .

يقول القباني بأن شيخوخة الشاعر تداهمه عندما تشيخ اصابعه وتتوقف عيناه عن الالتقاط وهو كان يقاوم احتضار الشاعر الساكن بكيانه بكتابة الشعر لان فعل الموت لم يستطع الغاء المتنبي / شكسبير/ بودلير / هيرميروس / غوته / ورامبو بالرغم من مرور مئات السنين على رحيلهم .
يشدد القباني بان اول من اخترع (الصدق ) هم الاطفال وتستملك امارة الشعر عصافير (الكناري ) ويبقى الناس المرهقون هم من يمدحون بانفسهم . المرأة في عينيه صيادة تصطاد السياسي بهدف كتابة مذكراتها بينما الضمير برأيه هو صوت داخلي نتحاشى سماعه . كان القباني يكره (الموبايل ) في ايدي الثرثارين والمراهقين والتنابل . تساءل القباني دوما بينه وبين نفسه لماذا لا تحكم الرجال نساء ؟؟ وكان من ابرز طرائفه ان الوردة بالنسبة له اهم بكثير من ثيابه وطعامه وسريره فهو قد يتشاجر مع امرأة لامر ما ؟؟ انما ابدا لن يتشاجر مع وردة لانها لا تغار ولا تنفعل ولا تتكلم بصوت عال بل لغتها حضارية تشبه لغة الالوان والعطور والروائح .