قصة حياتي من الالف الى الياء .
mcgd
يونيو 2, 2022
الكاميرا والناس
638 زيارة
الكاميرا عندك
الحلقة 7
قصة حياتي من الالف الى الياء .
آدم بسمة …وجع الغربة في حنين الوطن .
عدت الى قرائي الاعزاء بعد احتجاب غير ارادي لأطل عليهم من خلال (موقع الكاميرا ) الذي احبه ومع صديقي الاعلامي “دعيبس بلوط ”
أنا ….ورحلتي
رحلتي مع الغربة لم تكن رحلة سياحية او فترة نقاهة كانت رحلة شاقة جدا ومتعبة لا بل مضنية , فأنا تألمت كثيرا وتشردت وعانيت الهوان لكنني ثابرت على اوجاعي وناضلت لاجل الارساء بسفينة احلامي على شاطىء الامان .
أنا… وأنا .
بصراحة مهما تكابر الانسان في غربته عن وطنه وناسه واهله تبقى غصة الحنين موجعة بينه وبين نفسه , يخاف ان تغدر به يوما وتغتال طموحاته , لهذا السبب تكابرت على انفعالاتي النفسية متسلحا بالصلابة والقوة فكنت اخنق دمعتي في عيني حتى لا انهار .
يحزنني جدا اليوم عندما اتابع على المنصات الالكترونية او شاشات التلفزة فن الاستعراض الراقص ويحزنني جدا تلك المشاهد لرجال راقصون جعلوا من هذا الفن الجميل والمبهر مكسبا تجاريا رخيصا فوق المسارح خصوصا ما يقدمونه اليوم على المسارح الاميركية . هذا الامر يذكرني بحالي يوم امتهنت الرقص الاستعراضي بكل انواعه وقدمته على ارقى المسارح الاميركية ويوم جلت كل الولايات الاميركية به فابهرت الاميركان بهذا الفن الذي كان غريبا عنهم ورقصت امام الروساء والشخصيات . عشقت فني وحصنته بالنزاهة والاستقامة فطبقت الصحافة الاميركية مقولتها الشهيرة عني : “ارقص وامشي “, اي لم يكن الفن يوما عندي للانحرافات . نزاهتي وصدقي وصراحتي جعلوا من فرقتي الاستعراضية تتجاوز (المئة راقص وراقصة ) وذلك من شدة حبي للفلكلور فكنت ارفع راية وطني عاليا بكل اعتزاز .
أنا … وحدتي.
اعتدت الوحدة منذ صغري وكأن هذا الانعزال شيئء من قدري فكانت نفسي تتوق دوما الى الانغلاق على حالها والكتمان عن اوجاعها ايمانا بأن الشكوى لغير الله مذلة . وحدتي ايقظت بي احساسا بالندم خصوصا عندما صنعت خيرا بالناس فاستغلوا طيبتي وصدقي وحقيقة نبض قلبي وغدروا بي ثم مضوا فأنا طيب القلب صادق بعواطفي لكنني لست بساذج و علاقتي بربي صافية .
للاسف حتى المقربين مني في بداياتي الفنية ظنوا بي السوء لاسيما عندما بدأت احترف فن الرقص وحاربوني بابشع الطرق بهدف كسري لكنني عندما نجحت ساعدتهم وتغاضيت عن افعالهم ولم يساعدني احدا منهم .
أنا … والشهرة .
كلما جالست نفسي في لحظة صفاء اليوم اشعر بشيء من الاعتزاز بالنفس وبتواضع تام لان الشهرة لم تغيرني او تكسر مبادئي واحلامي . كانت ظاهرة الرقص ايامي محصورة باللون التركي واليوناني في اميركا ولم يكن الرقص الشرقي معروفا آنذاك فلما قدمته بطريقتي الجدية انبهر الاميركان به انبهارا شديدا بعده قدمت اللون الخليجي والعراقي واللبناني . ان هذة الشمولية وسعت دائرة انتشاري بالقارة الاميركية ثم بدأت ارقص DUO مع فتاة على المسرح وبعدها افتتحت معهدي الخاص بتدريب الرقص الشرقي . تعاقدت مع شركة اميركية لتنظيم الحفلات وكنت احيي باليوم الواحد (عشر حفلات ) نعم بلا مبالغة ومن شدة تعطش الجمهور لفني طورت نفسي فكنت اشتري الموسيقى واصمم الازياء وشيئا فشيئا صارت عندي فرقة من (اربعة اعضاء) وكان اي مربع ارقص فيه يكون مقفلا بالحضور(كومبليه ) كما ان تصاميم ازيائي حرضت الصحافة الاميركية على متابعة اخباري .
اول من حاربني العرب المغتربون لاسيما بعد ان بدأت بنشر هذا الفن الراقص وتدريب الاميركيات على الرقص .
أنا … والوطن .
بالرغم من انشغالاتي وحفلاتي لم يغب الوطن لحظة عن ذاكرتي وأنا الذي هجرته تحت ظل الحرب الاهلية فكنت اقوم بمبادرات انسانية و مساعدات على قدر امكانياتي وبدون تفرقة لان الوطن هو الام الحقيقية الحاضن لابنائه . اما اهلي وهنا اعني اخواتي فكنت حريصا على توفير حياة كريمة لكل فرد منهم فضحيت لاجلهم بالغالي والنفيس ولم انتظر يوما رد جميل من احدهم بل تركتهم لضمائرهم وابتعدت عن (شوشرة الصحافة ) وسراديبها بفني وكان بيتي مفتوحا لكل زائر مغترب من لبنان . انا اليوم حزين جدا على الوطن واعلم (ما اللي غير ربي ) بعد ان نمت على الارصفة في اميركا وجعت وانقهرت وعشت ويلات اشد قسوة من ويلات الحرب الاهلية في بلدي لكنه عوضني بما جنيت من تعبي ان صبرت وصبرت .
الى اللقاء مع آدم بسمة في حلقة جديد