اعتقال عشوائي في سجن (الأنا) .

الافتتاحية

بقلم/ دعيبس بلوط.

اعتقال عشوائي في سجن (الأنا) .

نفتقد مررا في لحظات ضعفنا للكثير من القوة لنتذكر خلسة وجوها تعّن او تخطر على بالنا او لذكريات عبرت مثل الطيف من عب الايام فشكلت بعبورها جسر مرور ما بين افراحنا واحزاننا .

نشتاق في خضم هذة الانفعالات الوجدانية للهدوء والسكون والابحار بمشاعرنا نحو افق من العزلة والسكينة والتوغل اعمق في اغوار ذواتنا حيث ندخل دهاليز الكوابيس والاحتمالات والافكار العشوائية تماما  لا نشبه ما كنا عليه في الشكل الطبيعي سابقا .

نحتاج في مثل هذة الاحاسيس الى ثورة فيها خطة تبديل للاتجاهات سواء في حياتنا او قراراتنا او انتماءاتنا او حتى قناعاتنا حتى في عقائدنا ويبدأ العمر يزحف ببطىء الى افكارنا متحرشا برماد خبرة السنوات التي عصفت بنا . انا وفي خضم هذا الصراع الوجداني النفسي ووسط هذة العاصفة الهوجاء من الاضطرابات العاطفية تأخذني الحياة برحلة سفر مضنية وشائكة اكون فيها بحالتي الشاكي والباكي اخترق بصمت الوجع الروحي بلا جواز مرور ولا تأشيرة سفر فأدخل معركة الحياة والموت , الفقر والتشرد , الحرمان والحاجة بلا سلاح يخولني الدفاع عن نفسي وتأتيني على غفلة عاصفة الانكسارات لتدمر طموحي وافكاري وتقص اطراف ريش  جوانحي وشيئا فشيئا ادخل بغير ارادتي دائرة الانعزال وبدون خطوط او حواجز مجتازا ما يسمونه (الاحتمال والتحمل  ) ثم اعود الى البدايات واول الخطوات وكأن شيئا لم يحصل لارى سفينة آمالي محطمة بلا اشرعة على رصيف مهجور يسميه بعضهم ( الفشل ) .

القدر هو القدر والضعف لا يولد الا الفشل والفشل لا يولد الا الاستسلام والاختيار ما بين الحياة والموت يبقى القرار الاصعب عند الانسان فكل القراءات الوجدانية والانسانية وكل التوابل الانسانية العطرة من عزة النفس الى الكرامة والعنفوان  والطيبة تضمحل امام لحظة ضعف جارفة فلما يخلد المرء الى ذاته مراجعا كل محطات حياته يتلمس لغزا كبيرا فمن كان راغبا بان يكون ملما بفن الكتابة والصحافة والخلق وكان مجاهدا سنينا طوال يلتفت ويجد نفسه في نهاية المطاف فارغ اليدين محاصرا باليأس طبعا سيكون محبطا .

أن محاورة المرء لنفسه في ساعات وحدته يولد حالة من التفاعل الروحاني والذهني اما يكون جنديا مأمورا لا تأتيه الرتب والترقيات والعلاوات واما قائدا باسلا ولواء متقدما  لان البحث عن مفاتيح التغيير حاجة وليس وسيلة والتطلع نحو افق اخضر من الحياة مهما كانت الشدائد هو الاستمرارية بحد ذاتها .

عن mcgd

شاهد أيضاً

   تطهير الداخل اللبناني قبل المواجهة مع العدو .

الافتتاحية بقلم / دعيبس بلوط    تطهير الداخل اللبناني قبل المواجهة مع  العدو . يئن …