رنة وتر
بقلم/ دعيبس بلوط
الجوع …السياسي
من يقرأ بتجرد واقعنا السياسي داخليا ومن يتصفح بوجدان عميق معطيات المأساة التي نعانيها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا يتلمس المفتاح الرئيسي لكل ما في خلف كواليس الابواب السياسية ويتلمس بأن المرض العضال الفاتك بجسد الوطن هي الزعامات السياسية او الاقطاعية ان صح التعبير التي تستأثر منذ الازل في هذا الوطن اما امراء الحرب الذين رفدوا الى السلطة جاؤوا من خلفية جوع سياسي قاحل وبطون فارغة وضمائر ميتة ,فغالبيتهم من نتاجات الميليشيات والاحزاب , كانوا اصلا مشردين على الطرقات يمارسون القتل والتهجير والنهب والهيمنة , فكانت لغتهم الموت والسطو والقرصنة , دخلوا الحياة ووصلوا الى السلطة فنزعوا عنهم اللباس الميلشياوي لكنهم من الداخل لم ينزعوا عن نفسياتهم ملابس القسوة ولم يسطعوا كتم صوت جوعهم السياسي .ان هذا الخليط ما بين البورجوازية اللبنانية الحديثة والاقطاعية الديكتاتورية صراع ازلي قد يؤدي الى دمار شامل لان البلد وبالرغم من كل الظروف المصيرية التي يمر بها ينمو بلا رقيب والفساد متعشعش في اروقة مؤسسا ته والمحسوبيات هي سيدة الموقف فالمدير العام حرامي يتقاسم غنائمه مع الزعيم الذي وظفه والموظف النصاب ( خزمتجي ) عند المدير العام التابع لمرجعية زعامة عريقة وهكذا دوليك .الذل كل الذل هو حقيقة المواطن الغارق في وحل لقمة معيشته المغمسة بالاهانة وجرح الكرامات والغريب باننا شعب واع ومثقف ولدينا قدرة على التصحيح في المسارات لكن حتى ان بعضنا لا يستطيع التحرر من عقدة الانصياع والتبعية السياسية والارتهان لزعامات ابتلعت الاخضر واليابس تمارس بطشها وجبروتها علينا كالعبيد . هذا هو واقعنا الاليم الضاغط على كيان شبابنا وهذا هوالارث السام الذي ننقله من خلف الى سلف لاولادنا ونتباهى باننا ننتمي للزعيم الفلاني او تربطنا علاقة مودة بفلان ونحن لا ندرك بان العالم خارجيا غزا الفضاء ونحن داخليا مازلنا نتخاصم ونتعارك على خلافات فردية و زعامات بالية .