REPORTAGE
اعداد / دائرة التحقيقات
مابين الايمان والشعوذة ..مصائر الناس في خطر
الطب القراّني …دجل وشعوذة بغطاء ديني .
بينما الازمة تتفاقم وتتخذ رقعة اوسع بالانتشار في مجتمعاتنا العربية , تقف الجهات المعنية مكتوفة الايدي بدون انزال العقاب بأرباب هذة اللاعيب . أن ظاهرة التداوي بالكتب السماوية والحجامة وبول الابل وغيرها من الوسائل العلاجية الموروثة والمندرجة تحت تسميات عديدة منها : التداوي بالقراّن الكريم , والعلاجات الروحانية كلها من مظاهر الشعوذة والدجل وتسيطر على ذهنية الكثيرين من الناس .
الخرافات …المؤذية
تعلق الباحثة التربوية زينة الوزة , المدير العام لمؤسسات الوزة التربوية على الموضوع قائلة : نستغرب انتشار هذة الرقعة من الخرافات والشعوذات في زمن الانترنيت والعلم والثقافة , ونستغرب ايضا طريقة تفكير الذين يؤمنون بمثل هذة الخرافات والعقائد الموروثة عن جهل, فالكتب السماوية ليست بمثابة مراجع طبية , وانما هي كتب هداية للانسان وشريعة لضبط السلوكيات ,فلا حقيقة لما يسمى بعلم التشريح القراّني او الطبابة بالديانات , ولا توجد عمليات جراحية تقوم على الدين .
التفسيرات …الخاطئة
تشدد السيدة الوزة على ان مثل هؤلاء الشيوخ والبصارين يستخدمون الكتب السماوية كتائم وتعاويذ بحجة وقاية الانسان من الامراض او توفير العلاج الشافي , ويعتمدون في اساليبهم على تفسيرات خاطئة لهذة الكتب , ايضا يذهب البعض منهم لاعتماد الكتب السماوية في علاجات نفسانية , بحجة ان المكتئب يربطه مس شيطاني , فيحضر الشيخ المعالج عصا ويضربه بها ضربا مبرحا على مرأى من اهله .
ايضا من هذة الطرق العلاجية البدائية سبل التداوي بالحجامة التي كانت تستعمل في العصر الجاهلي , علما بأن رسول الله ( صلعم )امرنا بالبحث عن كل جديد بقوله ” انتم اعلم بأمور دنياكم ” لذا ظلت ابحاث الاطباء القدمى امثال ( ابن سينا) و ( ابن الهيثم ) بصمات واضحة وثابتة في الطب.
الاساليب …العوجاء
البعض من هولاء المشعوذين والكلام للسيدة وزة , وصلت به الحال لافتتاح مكاتب وعيادات , وحتى مستشفيات لتوفير مثل هذة العلاجات مقابل مبالغ كبيرة , وغالبية المرضى يلجأوون اليهم وهم في حالة من اليأس من الشفاء . للاسف غالبية الناس في مجتماعاتنا العربية يعيشون تحت تأثير هذة الخرافات والادعاءات المنافقة .
لعبة …البزنس
علقت السيدة منى فارس ( عقيلة النائب مروان فارس )قائلة بأن مثل هذا النوع من العلاجات هو افضل مصدر للربح السريع ماديا , وهو نوع من ” البزنس ” المعروف ببزنس الفتوى وغالبية التجار في هذا المجال يروجون لاعلاناتهم .
يتم الخلط دوما ما بين الطب والعلم وعلاقتهما بالدين مما يولد فجوة كبيرة بين الاكتشافات العلمية وانتشارا لرقعة الجهل بين افراد مجتماعاتنا , فلا يجوز ربط الدين بشكل تعسفي بالعلم لأن هذة المسألة قد تؤدي الى خلق زعزعة عند المؤمنين .
الاختلاف بين المجالين كما تقول السيدة فارس هو عمل فاشل بامتياز , خصوصا وان الدين يتطرق للقضايا والامور الشكيّة بينما العلم حالة من اليقين .
فلسفة المرض كانت تعتبر قبل نزول الوحي على الرسول الاكرم , ضربا من ضروب الغضب عند الالهة وطرق العلاج فيها كانت التضرع, فنظرت دار الفتوى للامراض البدنية على انها امراضا لها عقاقير طبية معينة وكما قال رسول الله ( صلعم ): لم ينزل الله داء الا انزل له دواء ,مما يعني التداوي بالعقاقير والعلاجات , بينما الله لم ينزل الكتب السماوية للتداوي بها , بل انزلت دواء للقلوب والشفاء مما في الصدور .
التداوي… بالحجامة
لا يعترف الطب والعلم بعلاج الحجامة وهذة الطريقة العلاجية غير صحية ّ خصوصا وان الذين يستعملونها يختارون يوما محددا مثل اليوم السابع عشر او التاسع عشر او الواحد والعشرين من الشهور القمرية , وهذة قمة السخافة . ان غالبية النشاطين في مثل هذة العلاجات يستغلون الايات القراّنية الكريمة لاثبات شرعية علاجاتهم .
الاعلامية كارلا يونس…الايمان هو الاساس
علقت الاعلامية كارلا يونس قائلة , بأن الراحة النفسية والاطمئنان اللذين يوفرهما الايمان يعجلان في عملية الشفاء , اضافة الى دور العلاقة ما بين الطبيب المعالج والمريض , فالكتب السماوية ليست صيدلية , فلا يعقل مثلا ان يصاب مريضا ” بالزائدة الدودية ” فننصحه بقراءة اية من الانجيل او القراّن ليشفى .زادت رفاهية الانسان بفضل تقدم التكنولوجيا والعلوم , كما ارتفع منسوب القلق واليأس والامراض النفسية والعصبية . الشفاء هبة من الله , كذلك الجانب الروحاني يلعب دورا كبيرا في توفير العلاج اذا كان قائما على الايمان .
ان الكتب السماوية والكلام للاعلامية يونس, تؤثر في العلاجات النفسية والعصبية , خصوصا قراءة الايات الكريمة قد تخفف من حدة الاحتقان , فالروحانيات تقوي الابدان وتوفر حمايتها من الامراض .ان قراءة الرقية هي علاج من صيبة العين والحسد والايتعاذ بالله افضل الامور ليبقى الله موجودا فينا.