الوصية السياسية
بقلم: علاء الهبر
الموساد …واغتيال الادمغة العربية
من منا لم يسمع قصة لأحد العلماء العرب الذين عملوا على إكتشافات حساسة و أبدعوا في مجالهم ولكن في بلاد الغرب الاغترابية دائماً ما يكون هذا العالم هو( إبن الضيعة ) الممنوع من العودة الى بلده الام إلآ لفترات قصيرة جداً مع حراسة مشددة من أجهزة إستخباراتية تابعة للدولة التي يقطنها , كما أنه يمنع أن يوشي بأي معلومة من المعلومات التي توصل إليها بدراساته و ذلك مقابل حياته و كثيرة هي القصص الغامضة عن إختفاء ووفاة آلاف العلماء العرب الذين كانت قصة إختفاؤهم سيناريو مفبرك عن حالة إنتحار أو حادث سير أو طائرة إلخ.
إحدى هذه القصص كانت قصة إنتحار الدكتور المصري ” سعيد السيد بدير ” بثلاثة طرق للإنتحار في دقائق معدودة و كلها كفيلة بإنهاء حياته, في شقة شقيقه سامح بالطابق الرابع من العمارة رقم (20) بشارع طيبة بالإسكندرية , و التي تبين بعد التدقيق بهويته و بتسلسل الاحداث بانها عملية إغتيال . فالدكتور “سعيد السيد بدير ” كان في المرتبة الثالثة بين (17) عالماً على مستوى العالم في مجال ” الميكرويف و الاتصالات الفضائية” و كان عقيداً متقاعداً في القوات المسلحة المصرية و حائزا على شهادات عالية الاهمية فهو أول من حصل على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية من الكلية الفنية العسكرية و هو حائز أيضاً على درجة الدكتوراه في الهندسة الالكترونية من جامعة “كنت” بإنجلترا.
حقق د. سعيد نجاحاً في إنجاز (13) بحثاً علمياً في المانيا في جامعة ” ديزبورج” و عندما قرر الانتقال الى الولايات المتحدة الامريكية لاستكمال أبحاثه بدأ يتعرض هو و عائلته للتهديد و المضايقات فهو كان قد توصل بإكتشافاته الى فك شيفرة المراكب الفضائية و الاقمار الاصطناعية التجارية منها و العسكرية كما أنه كان رافضاً لفكرة أن يقدم نتائج أبحاثه لأي دولة في العالم قبل إرسال هذه الابحاث إلى بلده الام مصر.
هنا بدأ المشهد بالوضوح حيث لم تعد عملية الانتحار أمراً منطقياً خصوصاً عندما قرر الانتقال الى مصر و إستكمال بحثه بعد كل المضايقات في الخارج. و كان قد صرح لزوجته قائلاً”لقد توصلت الى نتائج في أبحاثي لن يصل اليها الالمان قبل عشر سنوات” و ذلك في بحث خطير يستطيع من خلاله كشف شفرات الاتصالات بين سفن الفضاء و الاقمار الصناعية و التجسسية.
من قتل الدكتور سعيد إذاً و لماذا؟
بطبع عندما نعرف من هي الجهة التي تسعى منذ القدم و حتى يومنا هذا الى السيطرة على العالم و جميع الوسائل التكنولوجية والتجسسية وقد تمكنت بطرق مختلفة إختراق كل خصوصياتنا و أسرارنا. وكما كنت ذكرت في مقال سابق بعنوان” بروتوكولات حكماء صهيون” من يعتمد هذه الاساليب و من عنده القدرة و الجرأة `للقيام بهذه الاعمال حول العالم ,هنا نعرف أن وراء هذه العملية و غيرها من إخفاء و قتل علمائنا هو النظام الصهيوني العالمي و الجهاز المسؤول عن تنفيذها هو جهاز (الموساد) الذي أصبح مختصاً في تصفية النوابغ و المفكرين و المثقفين و أي شخص يمكن أن يكون له تأثير إيجابي لمستقبل عربي باهر, فمثل الدكتور سعيد أمثال كثيرة نذكر بعضها بإختصار شديد, منها قصة حصلت قبل ثورة يوليو 1952 عندما إكتشف العالم المصري “مصطفى مشرفة” سر القنبلة الذرية و هو كان من ضمن سبعة علماء عملوا مع (أينأشتين ) و تتلمذوا على يديه و عندما طالبا بإمتلاك مصر قنبلة ذرية نظراً لإمكانية صنعها عثر على جثته داخل معمله مقتولاً بالسم.
أيضاً في مجال القنابل النووية كانت المصرية الدكتورة النابغة”سميرة موسى” التي قتلت بحادث سيارة نقل على طرقات كاليفورنيا الوعرة بعد رفضها البقاء في الولايات المتحدة الامريكية و كانت الممثلة المصرية من أصل يهودي “رقية إبراهيم ” مساهمة في التخطيط لهذه العملية الامر نفسه حصل مع عالم الذرة الدكتور “سمير نجيب ” عندما قرر العودة الى بلده و رفض الاغراءات التي عرضت عليه للبقاء. أيضاً عالم الذرة المصري المتفوق ” نبيل القلينى” الذي تلقى إتصالاً يوم الاثنين في 27 يناير 1975 و من ثم خرج و لم يعد و لم يعرف عنه شيئا. كما أن راديو إسرائيل و في 13 يونيو 1980 قطع إرساله ليعلن نبأ إغتيال العالم العراقي “د. يحيى المشد” و غيرهم الكثير من المفكرين و العلماء الذين وصلت أعدادهم الى الالاف حيث أن هذا المقال لن يكفي لذكرهم جميعاً و لكن يمكن للقراء الكرام الاتطلاع على كتاب “الموساد..إغتيال زعماء و علماء” الكاتب ” حمادة إمام ” حيث توسع كثيراً بالمعلومات بعد دراسة مطولة للملف.
هذه الحيل و طرق لم يستخدمها الموساد لوحده كما أنها لم تتطرق فقط للمواضيع العلمية و الاكتشافات فكانت الCIA أيضاً تقوم بنفس الممارسات على جميع الاصعدة حتى الثقافية منها فقد توصلت لاختراع جوائز عالمية فنية و علمية لتكريم الكثير من الفنانين و العلماء و المثقفين المزيفين و ذلك لمحاولتها السيطرة على عقول العالم و محاربة ثقافات الشعوب الاخرى خصوصاً في فترة الحرب الباردة للاتحاد السوفياتي . يمكنكم أيضاً قراءة كتاب قيم جداً للكاتبة الانكليزية “فرنسيس ستونر سوندر” إسمه “WHO PAID THE PIPER” أي من دفع أجرة الزمار و هذا العنوان مجتزأ من مثل إنجليزي يقول “من دفع أجرة الزمار يختار اللحن” تبين فيها ألاعيب ال CIA وتجنيد الفنانين و المثقفين المزيفين لطمث الحقائق و السيطرة على عقول العالم.
تبقى خلاصة الموضوع أن الشعوب العربية ليسوا شعوباً غبية بل يوجد فيها نوابغ و مفكرين و مثقفين أيضاً و يمكننا أن نكون الاحسن في العالم إذاً اسقطنا فكرة أننا ضعفاء و ليس بايدنا حيلة و أن الغرب أذكى منا إذا إتحدنا و عملنا على تطوير أنفسنا. كل هذه المعلومات و أكثر منها متوفرة بين أيدينا في ملايين الكتب التي نهملها و من ثم نقف مكتوفي الايدي نتفرج على مصائرنا و مستقبلنا الذي يتحطم.
رقية ابراهيم