مقال ثقافي
بقلم/ زينة جرادي .

المرأة العربية ودورها الابداعي الرائد في ذاكرة التاريخ .
النبض الانثوي المصري العابر للازمنة ووثائقه التاريخية
تمكنت المرأة العربية من تسجيل بصمات تاريخية مازلت حيّة حتى تاريخنا هذا فكانت لامعة في الكثير من المجالات ومتوفقة عن غيرها من النساء في العالم بسبب مكانتها المرموقة وحسن كياستها الانسانية . ان القراءة العميقة في تاريخ هذة المرأة تحثنا على الاستكشاف والتوقف عند محطات تاريخية مهمة جدا اثبتت فيها المرأة العربية مكانتها خصوصا المرأة المصرية التي ساهمت ببناء كيان مصر منذ التاريخ القديم حتى اليوم .

المرأة تاريخيا في وطننا العربي :
قامت قوة كيان المرأة في وطننا العربي على قواعد وثوابت نضالية دعمت ركائز هذا الكيان ووطدت ثبوتيته في سجلات التاريخ كما كانت هذة القوة فعالة لحد استحداث تغيرات وتوجهات في مسار الحياة العامة كما ان البعض من النساء العربيات تجاوزن العالمية بانجازاتهن وسطرن اكتشافات واختراعات في غاية الاهمية . ان قوة الانثى الجسدية والنفسية كانت الباعث المناسب للطمأنينة والسكينة التي كانت تحتاجها الاسرة العربية في اجوائها الداخلية , انما جوهر العلاقة ما بين الرجل وانثاه كانت تكاملية الاتجاهات وليست تنافسية كما ظن البعض و ان هذة العلاقة ادت لحصيلة ايجابية وعادلة ومتوازنة في مكانة المرأة عربيا وبالتالي كانت بصمات النساء المتفوقات واضحة المعالم في اثراء التراث الانساني .

المرأة العربية والتاريخ :
يحدثنا التاريخ القديم عن نساء لهن مكانتهن التاريخية وقد اسسن لهن مواقع تاريخية حساسة وخطيرة سجلت معادلات صعبة وان امثالهن صرن علامات فارقة في مسيرة الكيان الانساني والاجتماعي عامة . في حقبات التاريخ القديم كانت النساء اشد صلابة مما هن عليه اليوم ربما بحكم المناخات الانسانية والحال المعيشي والرؤية الديمغرافية الخاصة بتلك الحقبات الزمنية او لان المرأة آنذاك تربت على مبدأ المواجهة والمنازلة من الند للند . المرأة في الحقبات القديمة من التاريخ امتلك السلطة والحكم وقادت الجيوش وخاضت المعارك .

بلقيس الملكة التي حكمت اليمن (مملكة سبأ) وكانت لها قصة مع سيدنا سليمان وذكرت بكتاب الله الكريم , حكمت بشدة البلاد وتميزت بالحكمة والعدل فكانت الحاكمة التي لقبت بحكيمة الحكماء .واذا تدرجنا بتصفح التاريخ لتوقفنا ايضا عند زنوبيا المعروفة بالزباء ,ا والملكة القوية صاحبة العذيمة الجبارة التي اشتهرت بالدهاء والارادة القوية والتخطيط العسكري والتي حكمت مملكة شاسعة امتدت من الاناضول الى الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان . كانت هذة المرأة من المحاربات العتيدات في معارك القتال حيث سجلت انتصارات شاهقة من الهزائم بالعدو . اما الخنساء فهي الشاعرة التي شهدت قصائدها فنا جديدا آنذاك على الشعر عرف بفن الرثاء وكانت غالبية قصائدها الرثائية في اخيها واقاربها وابنائها كما استحدثت لغة شعرية صارت فيما متداولة في رثاء الشخصيات اصحاب المقامات الرفيعة . والتاريخ يبحر بنا بكيان انثوي خصب اعطت فيه المرأة مكانة رفيعة منها سلطاوية واخرى ادبية وعلمية فتوقف عند ولادة بنت الخليفة المستكفي وهي شاعرة واديبة في العصر الاندلسي حققت شهرة ذائعة فيما اصدرته من روائع شعرية وادبية ما زالت موجودة حتى يومنا هذا .ايضا وايضا كانت فاطمة الفهرية التي لقبت ( بام البنين ) اول من بنى مسجدا من حر ماله للقرويين حيث تحول هذا المسجد الى جامعة تعتبر اقدم جامعة قائمة في العالم .

المرأة العربية العصرية .
تابعت المرأة العربية رحلة نضالها فكانت عنادية في دعم ركائز حضورها واذا التاريخ يشهد لها ومن ابرز النساء العصريات نوال المتوكل العداءة المغربية التي حازت في العام 1984 على الميدالية الذهبية في سباق ال 400 متر وتخطت الحواجز لتصبح اول بطلة رياضية عربية اولمبية في العالم . كذلك المرأة السعودية لعبت دورا تاريخيا فكانت غادة المطيري اول امرأة تنال جائزة عن البحث العلمي لاكتشافها ( الفوتون ) قدرت ايامها ب 3 ملايين دولار واكتشفت الفوتون وهو معدن يتيح للضوء الدخول الى الجسد حتى يصل الخلايا دون الاضطرار الى فتحه , كما اثبتت العراقية البريطانية زها حديد تفوقا في مجال التصميم المعماري وحصلت على جائزة نوبل للهندسة المعمارية . وكانت الايرانية المسلمة انوشة انصاري اول من صعد الفضاء . اما الجزائرية جميلة بو حريد التي ناضلت لاستقلال بلادها وتعرضت لاشد انواع التعذيب فحكم عليها بالاعدام ثم خفف الحكم الى المؤبد حتى حصل الاستقلال عام 1962 للجزائر وتولت رئاسة اتحاد المرأة الجزائرية .

ان هذة القراءات التاريخية في كيان المرأة العربية جعلنا نتوقف عند نمازج نسائية كن من الرائدات اللواتي اسسن كيانا مشرفا انما المرأة المصرية كانت الاكثر تفوقا عبر التاريخ وقد بدأت مكانتها التاريخية منذ ايام الفراعنة فكانت الاكثر شراسة على توطيد هذا الكيان والنهوض به الى اعالي التفوق .
كيان المرأة المصرية تاريخيا .
عرفت المرأة المصرية كيانا سلطاويا منذ ايام الفراعنة حيث تطول لائحة انجازاتها فكانت مؤثرة بتاريخها من خلال المواقع التي احتلتها الهامة والحساسة في الحياة السياسية او الاجتماعية او العلمية وكانت مكانتها مرموقة من حيث الريادة والسبق في تاريخ مصر .

تسلمت المرأة المصرية سلطة الحكم منذ عهد الفراعنة وكانت الملكة ( حتشبسوت ) اول من حكم البلاد حيث تشبهت مظهريا بالرجال وتسلمت الحكم خلافة لوالدها الفرعون ( تحتمس الاول ) فقادت جيشها في العمارك القتالية واقامت علاقات تجارية مع الجوار كما ارتقت الفنون والعمارة في حكمها وشيدت المشروعات وعرف حكمها الاذدهار والرخاء ثم جاءت كليوباترا وهي من اصل البطالمة لتكمل المسيرة فحكمت بعد موت الاسكندر الاكبر بعد ان استولت على الحكم من زوجها (شقيقها وكانت هذة عادات الفراعنة ) عرفت باقامة علاقات عاطفية كسياسة انثويىة لضمان استقلال بلادها عن الامبراطورية الرومانية فدعمت مصر بالتجارة مع بلاد الشرق وكسبت حب شعبها وتميزت بشخصية طاغية وساحرة . اما شجرة الدر فكانت الاكثر حضورا في التاريخ لانها لقبت بعصمة ام خليل وهى من اصل خوارزمي يقال بانها من جذور ارمنية فكانت جارية عند السلطان نجم الدين ايوب اعتقها وتزوج بها فتولت العرش بمبايعة من المماليك واعيان الدولة ثم لعبت دورا بارذا في المعركة الصليبية السابعة على مصر في معركة المنصورة وكانت المسؤولة عن بيت المال وصاحبة نفوذ كبير على الجيوش في المعارك اثناء مواجهة الملك الفرنسي لويس السابع عشر حيث قامت بتصفية الوجود الصليبي عن بلادها وعقدت اتفاقية مع الملك لويس السابع عشر بعد اسره باخلاء البلاد وجبرته على دفع فدية لقاء فك اسره بشرط اخلاء دمياط قدرت ب 800 الف دينار يدفع نصفها عند رحيله والنصف الاخر بعد وصوله عكا وابرام تعهد بعدم العودة الى سواحل البلاد الاسلامية .
