الافتتاحية
بقلم / زينة جرادي .
انتظرتك ..بعطر عاصفة كانون .
اعتدت رمي الذكريات ونسيان الوجوه والانطواء على عزلتي ووحدتي …
اعتدت ان اطلق كل السفن الراسية على ميناء عواطفي وامضي…
فأنا..
قصدت مغاور الغروب وكل الدروب المتبقية في ذاكرة ارنبية ..قطفت عقود الياسمين من قعر فنجان قهوتك ومزقت ما تبقى من رسائل في الجيب الايسر من معطفك …استرجعت كبريائي من تنهدات يومياتك وكتبت اخر العناوين على رصيف جفونك ..
في زمن الاجتياحات العاطفية يسقط الصوت ..ويضمحل الضوء وتبقى كل الابجديات مجرد ظلال في لغة التعبير …
في زمن الانصهارات الوجدانية تبقى القصص على حالها ونبقى اسرى المكان والزمان وطيف الحنين ..كأن الزمن الغابر الاتي من معتقل احلامنا لا يعرف حدود الالتزام …
تعبت من الترحال وما زلت انتظرك مطلع كل غروب اتيا بعطر عاصفة كانون ..محفوفا بالسفر اللامرئي ..
تعبت من البحث عن معان تاهت عن يراعي وفلشت اجسادها على سطور النسيان ..
تعبت من عويل الغربة وزبد الشواطىء المرمية على دروب انفاسي ..مضيت اليك متوضأة للصلاة في معبد هواك , مكفوفة اليدين ..حافية , لاني نذرت نذرا بأن لا انتظرك بعد اليوم ولا انتظر هبوب عاصفة كانون وان لا اتكحل بعطر تراب اول شتوة..لاكون حورية الظلال ..
ما اروع الابحار يوما على سجادة الايام …وما اروع الهواء العليل وهو يتوغل على مهل في حنايا الروح ..
انا لست غجرية الصدف …ولا قبلة الاسفار ..انا امرأة قدرها الانتظار حتى انشقاق الفجر ..