ثقافيات
رنة وتر
بقلم / دعيبس بلوط

حارس البيت العتيق .
تخطى العقد الثامن من العمر ووطأ بدايات العقد التاسع ومازال يحرس ذاك البيت العتيق المترامي فوق تلة الآمال متكأ على حائط الزمن وقد غزى المشيب شعره وخطى القدر تجاعيده على ملامحه ..
انه الناطور الوحيد الغافي فوق حزم الصمت الكئيب في عتمة الليالي وقد شلعت عاصفة الفراق شبابيك روحه فالزوجة متلهية بالدعوات والسهرات والجمعيات تناسته على قارعة طريق الاهمال والاولاد انصرفوا في متاهات الحياة فصارت صورة الاب لديهم مجرد ذكرى للحنين. وحده وحيدا ادمن مهنة الحراسة من شدة تعلقه بالبيت .

اخبر الزمن بقصص عنه فقال :
ان البيوت تبنى على الرحمة والمودة والزوج العاقل الذي لا يغفر لزوجته هفواتها الصغيرة لن يتمتع بفضائلها الكبيرة وما العمر الا آمال ومنى نسعى خلفها سعي الصياد خلف الطرائد.
وعن العمر قال :
كلما تقدمت بي السن رأيتني احوج الى الاخلاق مني الى العلم والذكاء
وقال عن العرفان بالجميل :
العرفان بالجميل جوهر كل فن رائع وعظيم وهو شيمة الارواح النبيلة .
سكت الزمن ..
تاهت الرؤية ..
ومازال الناطور حارسا للرحيل عند باب البيت العتيق .
