ميريام فارس بين العالمية و اوهامها .
mcgd
يناير 19, 2024
مقال
290 زيارة
مقال / فني
بقلم / دعيبس بلوط .
ميريام فارس بين العالمية و اوهامها .

العالمية في المجال الفني ليست كلمة عابرة تقال لنجومنا العرب لان الكثيرين منهم حققوا نجومية عربية كاسحة لكنهم لم يصلوا للعالمية مثل ام كلثوم التي تعتبر من اكثر المطربات العرب شهرة ومكانة ومع ذلك ظلت نجمة عربية لان نوعية اغانيها وطريقة آدائها ليستا محببتين عند الغرب والموسيقي الراحل الياس الرحباني شارك بالعديد من المهرجانات الشرق اوسطية مثل قبرص واليونان و مع ذلك ظلت شهرته اقليمية بينما فيروز تميزت بمكانة خاصة في الغرب لان صوتها تصويري يتماشى مع نوعية الفن الغربي فحققت مكانة عالمية لم تحققها الشحرورة صباح في عز مجدها .

للاسف الشديد اعلامنا اللبناني دوما يتبجح باطلاق العالمية على بعض فنانينا وآخرهم ميريام فارس التي شاركت في المونديال بقطر باغنية لا مفهوم (كوعا من بوعا ) فصدقت نفسها بانها وصلت للعالمية بعد فيروز كما صرحت مؤخرا في مهرجان (الموريكس دور) . اذا راجعنا تاريخ ميريام الفني لن نجد اغنية عالقة في الذاكرة ونوعية الغناء الذي تقدمه مائل للاستعراض والهز والموسيقى الصاخبة فلا وزن للكلمة وغالبية الالحان مستوحاة من اللون التركي او اليوناني وهذا بعيد كليا عن الروح الشرقية التي نلمسها في اغاني السيدة فيروز او نجوى كرم او نوال الزغبي وان مساحة صوتها ضيقة جدا ناهيك عن ضعف في مخارج الحروف في غنائها ومع ذلك هي نجمة الخليج الاولى لذا وجب علينا ان نميز ما بين حقيقة الشهرة العالمية و المرور العابر في بعض المناسبات الغربية فليس كل من غنى او شارك في احتفالية ذات طابع غربي بات عالميا واحتسابا للامر حتى الفنانين المغنيين الرافدين من الغرب ومن اصول لبنانية او عربية مثل ( مصاري وغيره ) ليسوا بنجوم عالميين والدليل عمر الشريف نجم عالمي بامتياز لانه ترك بصمة في الفن السابع العالمي من خلال حضوره ونوعية اعماله بينما نيكولا معوض وبالرغم من الضجة الكبيرة عن عالميته لم يحقق خطوة مضافة كما حقق في مصر . اعجبتني نوال الزغبي مع راغدة شلهوب بواقعيتها عندما قالت عن نفسها انا مطربة لبنانية عربية وتركت العالمية لمريام فارس لانها نجمة واثقة من نفسها . ذات يوم سألت النجم الخالد نور الشريف المثقف والقدير الا تحلم بالعالمية فجاءني رده : افضل ان اكون عالميا في الوطن العربي بين اهلي وناسي فزادني ثقة بان العالمية قد تجردنا احيانا من ذاتنا وتجرنا على زاد ومعجن الاخر البعيد كليا عن ذوقنا وتقاليدنا وعاداتنا الشرقية .