mcgd ثقافيات
بقلم / در صاف السهلي
النص الابداعي العربي …بين الابتكار والتعريب !
هل غياب النص الإبداعى العربي هو ما فتح الباب واسعاً أمام الاعمال المعربة؟ أم أن الأمر أعمق بكثير ويتعلق بمعادلة معقدة بين المحتكرين والمغيبين في سوق الدراما؟
ان شركات الإنتاج الكبرى في مصر، سوريا، لبنان، تونس والخليج، باتت تتحكم في مفاصل صناعة
النجوم الكبار، قنوات التوزيع، وأحياناً حتى المنصات نفسها هذا ما شجع على ظهور نوع جديد من الاحتكار،
حيث يُفرض “ستايلا” إنتاجيا محددا يخدم سياسة الموزع أكثر من حاجات الجمهور أما النجوم الكبار، بعضهم صار جزءاً من منظومة الاحتكار بعقود تُحاصر شركات الإنتاج وتغلق الباب أمام المواهب الجديدة،
الكتاب والمخرجون الشباب يواجهون عقبة مزدوجة بين
رفض لأفكارهم إذا كانت جريئة أو ناقدة، و بين سرقتها وإعادة تدويرها داخل دوائر مغلقة وفي المقابل، يُفرض على الجمهور محتوى مكررا، بعيد ا عن واقعه، لأن القرار الفني أصبح رهينة السياسة التجارية،
معادلة رمضان والربح السريع
المعادلة الإنتاجية اليوم تكاد تختصر في
موسم رمضان + نجم كبير + قصة مألوفة = أرباح مضمونة.
أما الأعمال المستقلة أو غير التقليدية، فتُهمّش ولا تجد دعما أو التمويلا والتوزيع المناسب، حتى لو كانت تحمل قيمة فنية ورسالة مجتمعية
اغلب المهرجانات تمنح بعض المتنفس،
لكنها تظل محدودة الأثر والجمهور مع الاسف
رغم هذا المشهد المغلق، ظهرت مساحات بديلة على المنصات المستقلة واليوتيوب، فتحت المجال لأصوات جديدة تبحث عن التوازن المفقود فصار الذي يحك شعره يعمل بودكاست
و ضل الحل الوحيد امام كل هذا هو التعاونات الإقليمية في الدراما العربية المشتركة التى كسرت بعض الحواجز،
لكنها بدورها تقع أحياناً تحت نفس عقلية الاحتكار،
الإنتاج الخليجي مثلا موجّه للخليج السوري للعربي الآسيوي، والمصري للعربي الإفريقي
يبقى السؤال هنا
هل الدراما العربية اليوم تعكس قضايا المجتمع وتساهم في الوعي والارتقاء، أم أنها تكتفي بتسويق صورة مشوهة أو ناعمة تُباع في سوق “عفن الفن” كأي سلعة أخرى؟
في هذا السياق، يبرز المحتكرون كمحددين للمواضيع المسموح بها، بينما المغيبون هم المواهب المبدعة التي تبحث عن فرصة ومساحة للتعبير
