حديث….. القبور

   قصة قصيرة

بقلم / دعيبس بلوط

                حديث….. القبور

 عاشقة ماء الورد هي ..

تعطرت به وغرقت في شفافيته حتى الذوبان لانها عاشت وحيدة في ظل الايام لا تعرف كيف تستشف سبيل العبور الى الآخر . كانت تحيك بصنارتيها الصوف وتعبر الى واقعها الاليم من خلال اغاني” فيروز” التي انطبعت بوجدانها عن ايام خوالي جميلة رافضة فتح باب الفؤاد  مرة ثانية على نسمة حب جديدة . مازال هو عائش حي في وجدانها وقلبها بالرغم من غيابه ومازالت رافضة فكرة رحيله الى الحياة الثانية مواظبة على زيارة ضريحه كل يوم صباحا حاملة له الورد من حديقة المنزل .

ذات يوم وهي جالسة بصمت مهيب تقرأ الفاتحة عن روحه على القبر لمحته جالسا قبالتها انتفضت بشوق عارم لاحتضانه لكنه صدها   وقال لها :

 ماذا تفعلين هنا ؟

استغربت امره وقالت بتعجب عميق :

جئت لزيارتك ؟

قال مبتسما :

قللي من زياراتك فأنا اليوم بموطىء آخر .

مسحت تلك الدمعة العالقة بين ريف جفنيها وقالت :

هكذا تعاملني وانا التي زهدت في حبك ؟

مسح اطراف شعرها بانامله الطرية وقال لها :

ابدا انما الحياة سوف تستمر واخاف عليك من نيران الحزن

قالت:

نيران الحزن فأنا من بعد طويت اوراق العمر

قال:

لكنك امرأة العطر والورد

قالت :

العطر شكى غداة رحيلك والورد اتكىء على نيران فراقك فمن يفقد الروح يعيش ما تبقى من عمره شريدا بين دمعة المناسبات ودمعة الاشتياق .

انه الموت ..

هبت نسمة عابرة تطاير الورق الاصفر عن الضريح فرفعت رأسها الى الاعالي فاذا به يمشي فوق الغيم متلفتا نحوها شاردا باحلى ذكريات حياتهما واذا بها تلملم الدمع دمعة دمعة وتحمل كيسها الصغيرة المليء بالاحزان وتمضي .

 

عن mcgd

شاهد أيضاً

الاهرامات … اسرار غامضة من بقايا التاريخ .

ثقافيات كتب/ دعيبس بلوط دراسة / تاريخية كتمت اسرارهم  وشكلت جدلية عند العلماء المختصين بالآثار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *