تلوين المشهد الثقافي بأدب ” الفاشينيستا”

ثقافيات

 كتب / دعيبس بلوط

      تلوين المشهد الثقافي بأدب ” الفاشينيستا

تبدلت صورة النص الادبي عن الموروث القائم على تكريس الحضور الثقافي وصار المشهد الثقافي المعاصر مكتظا باسماء تعمل على تصدير نصها الادبي عبر الشق الدعائي مما جعل هذا النص متنقلا بشكله  ومضمونه  الى ظاهرة “الفاشينيستا” .

[ لمسات انثوية

الجسد هو سيد الحركة في المجال الفني سواء غناء / رقصا / سينمائيا/ او في عروض الازياء والمسرح  . انتقل هذا المعيار الى وضعية الادب مما اهله ليكون باهرا مبهرا على المنابر وفي عالم الطباعة بالرغم من المضمون الرديء احيانا  وان هذة النمطية المعاصرة اكسبت النص الادبي ” جسدانية مثيرة ” فاتخذ كنية الانتاج الفني انما تحليله الجوهري هو “ رسملة الثقافة ”  تماما كما غزا معيار الطغيان الانثوي الاغرائي مجالات الغناء / التمثيل   فاخذهما الى ناحية الاستهلاك .

      [ اسباب شيوع هذة الظاهرة .

كثيرات من الشاعرات والادبيات حققن الصدارة في نصوصهن الادبية بفضل مؤهلات وحوامل غير ادبية منها جمال الشكل والذكاء والاستغلال المصلحي للاخرين وان بعضهن وجدن الوصول عن طريق العلاقات اسهل من طريق التثقيف والانصهار الادبي الدؤوب كما   ساهمت السوشيل ميديا في نشر هذة الظواهر الادبية الدخيلة .

       [  دور المؤسسات الثقافية .

بصراحة ام ادب “الفاشينيستا”  والحد من انتشاره  يعود للمؤسسات الثقافية المعنية والمسؤولة عن المشهد الثقافي وما يدخله من حالات و ظواهر وان دخول المرأة الجميلة الغير مؤهلة ثقافيا الى الانتاج سببه انجرار هذة المؤسسات وراء الاعلام  بدلا من توجيهها اكاديميا مما يسبب انقلابا بالمعايير لانها اصبحت اعلامية محض وليست ثقافية ادبية .

في زمن الاعلام المقروء المستسيد على الساحة الثقافية كان للنص الادبي سيادته المطلقة وكان القارىء احيانا يجهل شكل الكاتب انما دخول المشهد الاعلامي المرئي والسوشيل ميديا  اديا الى حدوث تغييرات جذرية بالمشهد الادبي فتحول الاختيار نحو الشكل وكأننا في فقرات ما يطلبه المستمعون لذا دور المؤسسات الثقافية بحاجة الى دراسة عميقة لاستعادة قيادة دفة الاعلام الثقافي وضبط  البوصلة نحو بناء النص الادبي وليس كاتبه .

            [ الصورة الشعرية

ان ظاهرة تفشي ادب ” الفاشينيستا” في المشهد الثقافي استعمل الصورة في بناء الكيان الادبي مثل رجحان كفة الزائق على حساب الاصيل بين طرفي هذة الثنائية . من الطبيعي في عالمنا العربي  ان يجد الجمال الجسدي رواجا وترحيبا يوهم المرأة الأديبة بانها متمكنة من ادواتها الادبية فتشعر باحساس ( النجومية ) وقد تكمن في الجانب الاخر الاقل اضاءة امكانات ادبية راقية   خسرت موقعها الذي تستحقه في صراع مرير بين الاصلي والمزيف .

 

 

 

 

عن mcgd

شاهد أيضاً

الاهرامات … اسرار غامضة من بقايا التاريخ .

ثقافيات كتب/ دعيبس بلوط دراسة / تاريخية كتمت اسرارهم  وشكلت جدلية عند العلماء المختصين بالآثار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *