قراءة غنائية …. في صوت فلة الجزائرية .

مقال / فني .

بقلم / دعيبس بلوط .

بالرغم من شراسة الحرب الضروس التي شنها سالم الهندي ظلت مطربة الصف الاول .

في نمطية ادائها عراقة الغناء ورهافة الاحساس وشياكة الحضور .

صوتها حاكى مشاعرنا بصدق و(لكاريزما) عندها كتبت عنوانها في ذاكرة الغناء الشرقي .

سلطانة سلطنت الفن الغنائي طربا وغناء وحضورا آثرا .

 قراءة غنائية …. في صوت فلة الجزائرية .

فلة الجزائرية قياسا لخصوصية الغناء الشرقي لا تغني مطلقا , وقياسا للمقامات الموسيقية في نبرات صوتها هدير عال من مقامات لا تجيدها الا هي نفسها دون سواها . هذة هي حقيقة المطربة فلة الجزائرية النجمة الحساسة صاحبة الموهبة الصارخة بكل طاقة الفجور الغنائي الحساس  والصوت المدوي في وديان الغناء الشرقي انا هنا !! .

المميزات في صوت فلة .

صوتها من خامة الاصوات المؤدبة النادرة في يومنا هذا فهي تغني من رأسها اي بامكانها التنويع في سكب العرب الموسيقية بطريقة فظيعة خصوصا وان احساسها في الغناء يطال ابعادا من المسافات الانسانية . قالت السيدة ام كلثوم : الصوت المتألم والموجوع من اصطدامات الحياة يكون الاكثر تمايزا في الاداء وعقب الموسيقار محمد عبد الوهاب في لقاء اذاعي مع الاعلامي جلال معوض فقال : الموهبة ترتبط بمعاناة  صاحب الصوت مثل ارتباط الروح بالجسد .

نعم فلة الصوت الشاهق طربا , الفرحة المرحة و الخفيفة الظل بداخلها وجع الترحال والغربة ومجد من شهرة عاشتها في (باريس) المدينة الاحب الى قلبها . هذا الصوت الذي يجيد الغناء بعدة لغات كما تجيد صاحبته التلحين والعزف هو صوت مطواع  متمكن من مخارج حروفه وضبط القرار والجواب في مقاماته    الصوتية وقادر على تمثيل المشهدية غناء بالكلام على المسرح وهو الصوت الحكيم بالاداء الكلثومي للحفاظ على استقلالية هويته الغنائية .

التلوين الغنائي .

عزيزي القارىء

فلة الجزائرية شغلة فنية ثمينة جدا مثل الجوهرة الغالية التي تراها فيعمي بريقها العيون لان التلوين في صوتها معجزة لا تستطيع فنانة اخرى المجيء به او تأديته فهي فنانة مدمنة على المسرح طربا مثل المدمن الذي لا يتخلى عن رغباته خصوصا في الاداء الطربي  فهي تسرق احساسك وانتباهك وتصرخ غناء : اسكت انا فلة اغني على المسرح .

غابت فترة عن المسرح وجمهورها وهذة عادة النجوم الكبار لان صفة الجنون والمزاجية من اسس كيانهم الفني الا انها عادت من جديد برعاية  ( العنود برودكشن )  لتقدم روائعها بدء من  اغنية (بتأسف عالتأخير) الى آخر ما اصدرته اغنية (كلو في شدتك سابك ) التي كتبها محمد الجمال ولحنها شريف اسماعيل ووزعها حسن يحي المعوش ثم بدأت التحضيرات مع العنود برودكشن لاستقبال فلة في اعمال جديدة منها لحنين من الموسيقارين حلمي بكر وصلاح الشرنوبي .

الجوع الغنائي .

ان قدرة فلة على اداء انماط غنائية مختلفة جعلتها في خانة مستقلة عما هو موجود  في الشارع الغنائي وابعدتها هذة الملكية  من الانجراف في اختيارات غنائية هزلية بالعكس كانت الاكثر اشراقا باختيار الكلمة الراقية واللحن الشجي انما سرها الحقيقي في هذا الجوع الغنائي المسيطر على موهبتها الغناء  وكل هذا التغيير المبتكر مع اية اغنية تؤديها وكأنها يجعلها اول مطربة تجيد التمثيل وتتقمص الادوار من خلال كلام اغانيها بعد السيدة العظيمة فيروز وفايزة احمد .

في اغنية (شكى بكى ) فلة مغزال الخفية والروح المرحة واداؤها اعطى المغنى روحا جميلة بينما في (ابكيتني) اخذتنا الى الدراما  ونقلتنا فورا في (تشكرات / اهل المغنى وغيرها ) الى عالم مختلط ما بين المراهقة والنضوج العقلاني .

الانثى فلة .

فلة جميلة ن الناحيتين الشكل والمضمون لانها بنت اصول وبيت عريق تذوقت المغنى وهي رضيعة وعزفت العود وهي طفلة بين احضان والدها عازف العود الماهر . وطنية لاقصى الحدود وعربية لاقصى الحدود في مواقف الشدة تدافع عن نفسها بعقلانية ومنطق وشراسة وساعات تراها الانثى الدافئة بمشاعرها والمتحدثة اللبقة . هذة النجمة لا تستطيع تجاهلها او نسيانها مهما غابت عنك .

عن mcgd

شاهد أيضاً

روني الياس مالك Byblos Hearing Center …. العنوان الافضل.

مقال  / طبي كتب / دعيبس بلوط شعاره الصدق والامانة  وبناءه الانساني قائم على الاحساس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *