عالج اضطراباتك النفسية ..بالصمت
mcgd
مارس 18, 2020
علم نفس
1,211 زيارة
سيكولوجيا
اعداد / دعيبس بلوط
هذة الدراسة من اكثر الدراسات تأثيرا على نمطية حياتنا وسلوكياتنا .
عالج اضطراباتك النفسية ..بالصمت

ان ضجيج الحياة العصرية وضغوطاتها والانشغالات والالتزامات التي تمتلك الكيان البشري اضافة لانتشار شبكات السوشيل ميديا وسيطرتها على نمطية حياتنا اليومية كلها من المسببات التي ادت الى انتشار الامراض النفسية وتفاقمها وخطورتها حاليا على الانسان كما اوجدت حالات مرضية تعاني من صعوبة السمع مثل ( THE LEAGUE FOR THE HARD OF HEARING) مما ادى لارتفاع نسبة فقدان السمع ما بين (50%الى 60%) بين جميع فئات الاعمار وبالتالي شكلت هذة الظاهرة حالة فقدان للهدوء عند الانسان .
الحياة العصرية مصدر للازعاج :
نحن اليوم في ظل هذة الحياة نفقد اهم شيء في حياتنا ( هدوءنا )وكثيرا ما نطالع عن اخبار للحوادث والعنف والانتحار وهذة الحوادث الطارئة على يومياتنا في نسبة متصاعدة فان الاسباب التي تؤدي لمثل هذة السلوكيات هي حالات الضغط العصبي الذي نتعايشه بسبب ريتم الحياة العصري فكلما ازدادت الحياة علما وتكنولوجية وتطروا كلما اصبحنا اكثر احتياجا للهدوء لاعادة شحن صفائنا وتشريج قدرتنا على التفكير والتصرف بطريقة سوية وبالتالي الى اعادة تواصلنا مع ارواحنا بعيدا عن العلاقات التكنولوجية .
محطات نفسية فطرية :
بالرغم من احساسنا الشديد بحاجتنا الى عاملي الهدوء والسلام النفسي الآن الا اننا ما زلنا من صعوبة الحصول على هاتين الصفتين في ريتم هذة الحياة فالانسان فطريا يتعلم من اخطائه لان الطموح المهني قد يسرقنا من سلامنا الداخلي وتحقيق درجات النجاح التي نناضل لاجلها قد تأخذنا من راحتنا وتدفع بنا للتواجد بشكل دائم في وسط ضجيج الحياة وعجقتها بلا تقنين ولا نظام وسيطرة وسائل السوشيل ميديا والتلفاز الامر الذي يؤدي بنا للشعور بحالات مرضية مدمرة لصحتنا لذا من الضروري الحصول بين فترة واخرى على اجازة قصيرة لتشريج طاقاتنا والمكوث في اماكن هادئة بعيدة عن مصادر الازعاج مما يخفف من اصابتنا بحالات مرضية والاسترخاء في الطبيعة يرفع من معدل المناعة عندنا .
الانسان المسؤول عن ازعاجاته :
لو تأملنا في انماط حياتنا لاستدركنا كيفية مساهمتنا في ادخال الفوضى ووسائل الازعاج الى حياتنا فنحن لا نكتفي بما تفرضه البيئة الحاضنة لحياتنا من فوضى واستهتار وضجيج لاننا نزيد الوضع سوء عند رجوعنا الى منازلنا فنسرع الى تشغيل التلفاز او المسجل او الكمبيوتر والانشغال على الموبايل مما يعكر لحظات هدؤئنا وعزلتنا .

الاجهزة الالكترونية والعاب الاطفال والتلفاز تقضي على الذكاء :
تبين سيكولوجيا بأن ثمة اشياء متداولة اليوم بشكل الادمان تؤثر على سلوكيات اطفالنا وتدمر مستوى ذكائهم وقدراتهم الذهنية والتركيز عندهم خصوصا وان ريتم الحياة العصرية اوجد مللا فظيعا يمنع الاباء من مجالسة ابنائهم والتحدث اليهم وبالتالي مثل هذا السلوك يشجع الابناء للجوء الى جهاز التلفاز والعاب الفيديو للتسلية وبالتالي مثل هذا الامر يشجع الطفل على فقدان قيمة الوقت وروح التأمل والخلو مع الذات فيصبح العقل عند مثل هذا الطفل مضغوطا بالضوضاء والفوضى ويصبح تفكيره مشتتا فتقل نسبة الذكاء عنده بسبب وسائل الحياة العصرية .
التفكك الاسري نتيجة ريتم الحياة العصرية :
تزداد نتيجة الجرائم في القرن الحالي التي يرتكبها الابناء ضد آبائهم في الاحياء المكتظة بالناس الفقراء والتي يسيطر عليها الضجيج والضوضاء فالتفكك الاسري يعود لسبب ضيق الاباء المنشغلين دوما عن ابنائهم وغالبية اوقات فراغهم يقضونها على التلفاز فتصبح علاقاتهم بأبنائهم متوترة بعيدا عن التواصل والتفاهم ولا توجد لغة تفاهم بينهما مما يفقد الروابط العائلية قيمتها الوجدانية والعاطفية .
الصمت طريق معرفة الذات :
في دراسة للباحث ( ريتشارد ماهلر ) يؤكد بان الاستسلام لكافة وسائل الازعاج ايا كانت يقضي على الهدوء من حولنا ولا نجد الفرصة لتأمل احاسيسنا وسلوكياتنا ورغباتنا مما يؤدي بنا الى اضطرابات نفسية وجسدية خطيرة , فالصمت والهدوء يعرفان الانسان على خبايا نفسه ويوفران له السلام الداخلي كما يدربانه للمحافظة على توازنه النفسي والعقلي والجسدي لذا ان عملية التدريب على الصمت والهروب الى الاماكن الهادئة حاجة ضرورية تفتح العقل الباطن عندنا .
الصمت .. قاهر الامراض .
الابتعاد عن الازعاج في بعض الاحيان حاجة ضرورية للغاية وحيوية جدا خصوصا عندما يشعر المرء بتعرضه للضغط العصبي فالهدوء والسكينة يكونا محاولات نجاة من الاضرار التي يمكن ان تنتج عن الضوضاء وبالتالي هذا اللجوء يكون بمثابة علاج للكثير من الامراض النفسية والجسدية والروحية عندما يمنح المرء نفسه شيئا من الصمت والهدوء بعيدا عن الازعاج لان ذهن الانسان يكون في لحظات الصمت والاسترخاء العميق صافيا كليا وبامكانه اكتشاف كل طاقاته الداخلية وقدراته ويقوم بتوجيهها بالشكل السليم كما يؤدي الصمت بالانسان لاكتساب مهارات عالية عقليا ويقوي عنده طاقة التخيل والتأمل مما يساعده للسيطرة على اعصابه وصحته في مواجهة التحديات التي تقابله .

فوائد ..الصمت :
اثبتت الدراسات العلمية على ان للصمت فوائد جمة ومتنوعة منها : صفاء الذهن وتقليل الضغط العصبي وتقوية جهاز المناعة وشعور الانسان بالراحة والصحة الجيدة واكد الخبراء المحللون في جامعة (wisconsin) بان الذين يمارسون التأمل هم اقل عرضة للاصابات النفسية والصدمات والشعور بالغضب وتقلبات المزاج والاحباط وهم اكثر من غيرهم سعداء وان انفعالاتهم ايجابية وفترة شفائهم تكون قصيرة جدا .
الصمت ..خير شاف من الامراض المزمنة :
قام الدكتور (jon kabat_zinn) المحاضر في جامعة (Massachusetts medical center) والمتخصص بتقليل الضغط العصبي بتقنيات حديثة منها اليوغا على مجموعة من المرضى كانت حالتهم الصحية غيرقابلة للشفاء وقد نجحت تقنياته بتخفيف حدة الآلامهم المزمنة وخففت من التوتر العصبي الذي كان ضاغطا عليهم كما يشرح هذا الطبيب في كتابه (ever you go there your are wher) كيف ان الصمت والهدوء يساعدان الانسان على التعمق في احاسيسه ومعرفة ذاته اكثر عن مسافة قريبة وبالتالي كيف يكتشف الحاضر في حياته خصوصا وانه بالعادة يتجاهل حاضره والاحاسيس التي تنتابه لذا مثل هذة التقنيات تساعد على الاسترخاء وتحديد المشاعر في اللحظة نفسها وفهمها صح .
كيف تدخل الهدوء الى حياتك :
قد تمنعنا الاصطدامات الضاغطة بالحياة من التنعم بالهدوء انما بامكاننا ايجاد الوقت الكافي للجوء الى الصمت عبر خطوتين اساسيتين :
[ الاولى :
الابتعاد عن الاعتقاد بان قضاء بعض الوقت في الهدوء والصمت هو مضيعة للوقت وتعطيل القدرة على الانجاز بالعكس ثبت طبيا ونفسيا على ان اخذ قسط من الراحة يوميا لمدة 5 الى 10 دقائق خطوة تزيد من قدرة الانتاج عندنا وتحملنا الى عالم له خصوصيته .
[ الثانية:
حاجة كل منا للراحة والاسترخاء لا تعني هروبا من الواقع والمسؤوليات بل هي نوع من التحضيرات والاستعدادات لتحمل المزيد من المسؤولية والجوء الى الاسترخاء والصمت لا يعني الانعزال في غرفة منفردا بل المقصود الابتعاد عن كافة الوسائل التي تسبب الازعاج والمؤثرة على الجهاز العصبي فاللجوء الى الطبيعة وتنشق الهواء النظيف والاصغاء الى صوت موج البحر امور مهدئة للاعصاب تساعدنا على التحكم في انفسنا وقدراتنا وانشطتنا وحيويتنا من جديد وبالتالي تمكننا من مواجهة الازمات والصعوبات والتحديات .
سبل العلاجات الوقائية بالصمت .
هي بالمفهوم السيكولوجي مجرد طرق بسيطة للغاية بالامكان عبرها ادخال لغة الصمت الى نظام حياتك .
اغلاق باب الغرفة :
لا ضرر بمنح نفسك فرصة البقاء لوحدك بعيدا عن الضغط العصبي وبالتالي لاستعادة توازنك النفسي فبامكانك الاستلقاء في الفراش بسكينة والتأمل بالاستماع الى الموسيقى او ممارسة هوايتك المفضلة مثل الرسم او اليوغا او العزف على آلة موسيقية .
اغلاق الهاتف :
انها حقا فكرة مفيدة جدا لان الهاتف من الوسائل المدمرة لصفاء النفس وتأثراته على الجهاز العصبي سلبية لذا من الافضل ترك جهاز الرد يعمل ويتلقى الرسائل اوتوماتيكيا .
اغلاق اللابتوب ( الكمبيوتر ) :
ان اضرار الحاسب آلآلي لا تقل شأنا عن الهاتف ( الموبايل ) فهو اسرع مدمر للاعصاب فاترك بريدك الالكتروني يتلقى الرسائل اثناء الاسترخاء .
الابتعاد عن الادمان على مشاهدة التلفاز :
الابتعاد ساعة عن التلفاز افضل العلاجات لراحة الاعصاب خصوصا الامتناع عن مشاعدة الاعمال الخيالية والبرامج المثيرة للاعصاب .

عدم التوقف امام الاحداث اليومية :
لا تدمن على متابعة الاحداث اول بأول خصوصا الاحداث عبر وسائل الاعلام كافة لان الامر يتطلب منك الوقت الطويل لذا من الافضل عدم التوقف طويلا امام هذة الاحداث وتفاصيلها حتى لا تستهلك طاقتك العصبية والذهنية والجسدية .
رياضة المشي :
ممارسة رياضة المشي بمعدل نصف ساعة يوميا خصوصا في حديقة او مكان هادىء تعيد اليك النشاط والحيوية .
قيادة السيارة بهدوء :
القيادة للسيارة بحالة متهورة هي مبعث توتر للجهاز العصبي فمن الافضل العناية بصيانة سيارتك واغلاق النوافذ تجنبا للازعاج والاستماع الى الموسيقى الهادئة اثناء القيادة .
نظامك الغذائي بهدوء :
ابتعد اثناء تناولك للطعام عن الحديث او القراءة او مشاهدة التلفاز لانك ستفقد حاسة الذوق بدون ن تنتبه وكذلك حاستي الشم والاستمتاع وتفقد ايضا الراحة والسعادة .
الحمام الدافىء :
حاول ان تأخذ حماما دافئا يوميا وتسترخي فيه لمدة نصف ساعة بعيدا عن الازعاج فالقليل من الهدوء والصمت يوفران عليك الكثير من الامراض .
النهوض باكرا :
حاول ان تتمتع يوميا برؤية بزوغ الفجر واحرص على متابعة شروق الشمس لان هذة العادة تملىء نفسك بالحبور وتمدك بالحيوية والنشاط .