الليبرالية المشوهة …  من اغتالت حكم الملك فاروق ؟؟.

مقال

اعداد / دعيبس بلوط

الطبقة البورجوازية والتيارات الايديولوجية والاحزاب تفاعلت مع الحالة الاجتماعية والاقتصادية لاسقاط الحكم الملكي في مصر .

الليبرالية المشوهة …  من اغتالت حكم الملك فاروق ؟؟.

 كانت الظروف العامة سواء السياسية او الاجتماعية او  النفسية  مهيأة  لصالح قيام  ثورة (23 يوليو /1952) التي نفذها مجلس الضباط الاحرار بقيادة اللواء محمد نجيب للاطاحة بالحكم الملكي  لان ( الليبرالية ) التي كانت سائدة ايامها كانت مشوهة  ومقتصرة على نخبة من السياسيين  والفئة الاجتماعية المقربة من البلاط الملكي .

جلالة الملك فاروق الاول

اوجدت هذة الظروف  الصعبة  فجوة شاهقة بين البورجوازية  الحاكمة اّنذاك  وبين غالبية الشعب الفقير الكادح , فكانت صيغة التغيير بالاوضاع الاجتماعية  هي امتلاك ادوات الانتاج التي كانت محصورة فقط  بزراعة الاراضي . لم تنجح خطة ادخال صناعات حديثة يومها والتي قامها بها طلعت باشا فبقيت الاراضي الزراعية هي معيار الثورة , وكانت نسبة الربع  منها بايدي سكان الارياف حيث ساد بينهم التناقض بنسبة (0,05) يمتلكون ما بين (37% الى 40 %) من اجمالي الاراضي وحوالي (96%) من الملاك   ,ويملكون ما بين اقل من فدان فجاءت الحصيلة بنسبة (80%) من المصريين معدمين مما اوجد خللا  اجتماعيا خطيرا .

طلعت باشا

الظروف المعيشية.

تعثر عمل الفلاحين لانه كان موسيميا  ناشطا خلال موسم المحاصيل  وما تبقى من العام كانوا يعيشون البطالة والعوذ حتى فئة  منهم لا تجد حد الكفاف .  شكلت هذة الشريحة من الناس انذاك ضغطا على المدن بحثا عن مورد رزق , وكثيرون مارسوا التسول , فتفاقمت الاوضاع الاجتماعية ترديا وسوء   و بالتالي تدنت بالتالي الاجور  ووجدت نزاعات تتعلق بالخدمات فكانت اجواء الوضع العام تستدعي ايجاد سياسيات اجتماعية انقاذية لهذا  الخلل . مثل هذة السياسات لم تحدث لسببين وجيهين :

   [الاول هوية النظام السياسي :

وجد ذاك النظام ايامها بمقتضى الدستور (1923)  وكان هدفه استكمال الاستقلال السياسي وشعاره بأن لا صوت يعلو ايا كان فوق صوت معركة الاستقلال مما جعل المشكلات الاجتماعية تتجمد وتتفاقم وان يصبح حلها عسيرا .

كانت قوانين العمل قبل عام (1952) ضعيفة وكانت عقوبتها لا تنفذ خصوصا وان القانون انذاك كان يستثني الفلاحين وخدم المنازل والسائقين الخصوصيين .

اللواء محمد نجيب

   [الثاني  غياب الوعي الاجتماعي :

وهذا الغياب كان عند الطبقة (البورجوازية ) في مصر والتي وصل بعض افرادها الى الحكم سواء في البرلمان او الوزارة  ونتيجة ذلك طغت على الشاشة الاجتماعية  ظاهرة سياسية غريبة حيث قسمت ابناء الاسرة  المالكة الى احزاب لضمان نفوذ هذة الطبقة فكانت  سلطة التشريع بين ايديهم .

الدخل القومي .

اكدت سجلات تلك الحقبة بأن (61%) من الدخل القومي كان يوزع على الرأسماليين  السياسيين او المفكرين وهذا ما ادى للقضاء على الاحزاب بعد قيام ثورة (23 يوليو ) لأن النظام (الديكتاتوري ) لم يستطع خلع سلطة التسلط بالرغم من ليبراليته  .

جمال عبد الناصر

الايديولوجية السياسية .

اتجه الشباب المصري الى الاحزاب والتيارات الايديولوجية مثل : ” الاخوان المسلمين ” , ” مصر الفتاة ”  , ” الشيوعيون ” لأن الأزمة  دفعت بهذا الشباب للبحث عن  مخرج  , بينما على الجهة الآخرى همها الوحيد جني ثمار البلد , لهذا السبب خرجت الاحزاب والتيارات الايديولوجية من طبقة اجتماعية واحدة  وصبت ركائزها على صيغة التغيير  , فكانت هذة الطبقة تعرف ايامها بالطبقة الوسطى ,  وقد ساعد المفكرون والمثقفون على نشر الفكر الاشتراكي  وكان غالبية المناضلون من ابناء الآسر الصغيرة.

[الاسباب التي اضرمت الثورة .

ثمة ثلاث اسباب خارجية مهدت ايضا للثورة  وساعدت على انتشار الايديولوجية  بين صفوف الشباب المصري فتركت اّثارها على تكوين المجتمع  وتفاوتت قربا وبعدا عن مصر .

السبب الاول :

الثورة الاشتراكية في روسيا عام (1917) مما جعل اهدافها مناصرة للمساواة والسلام .

السبب الثاني :

انهاء دولة الخلافة في تركيا العام (1922) التي الغاها ” كمال اتاتورك ” مع كل ما يرتبط بالشريعة الاسلامية فالخلافة كانت مظلة المسلمين  وظهور فئة طامعة بالخلافة مثل : الهاشميين و اغاخان رئيس الطائفة الاسماعيلية  والملك فؤاد  وبعده الملك فاروق حبا بتوسيع نفوذهم السياسي . لما ظهر كتاب ( الاسلام واصول الحكم )  للشيخ علي عبد الرزاق وتضمن محتواه بأن الخلافة ليست نظاما اساسيا في الاسلام جاء انشاء جماعة الاخوان  المسلمين عام (1928) ردا على الغاء الخلافة .

السبب الثالث :

تأثر مصر بما يحدث ضمن دائرة البحر المتوسط مثل ظهور “الفاشية ” في ايطاليا .

كتيبة الاحرار الضباط .

تشكلت كتيبة الضباط الاحرار من مجموعة شباب تنتمي لنفس طبقة اعضاء التيار الاسلامي ومصر الفتاة والاحزاب الشيوعية حيث دخلوا الكلية الحربية بعد معاهدة عام (1936 ) وتحت ظروف طارئة بسبب تأزم الموقف السياسي العالمي يومها قررت بريطانيا  دعم الجيش المصري فكان قرارها  يقتضي برفع زيادة عدد الضباط وفتح باب القبول لدخول دفعات خلال الاعوام (1936/1937/1938/1939) علما بانه قبلا كانت القاعدة تقتضي بان تتم مسألة انتقاء الضباط بدقة ويراعي القيمون بأن يكون المنتسبون من أسر فيها ضباطا موالين للملك .

جلالة الملك

الانقلاب  والثورة .

كان انقلابا عسكريا سلميا  قاده ضباط  الجيش ضد الحكم الملكي لفاروق عام (1952) وعرف يومها ” بالحركة المباركة ” حيث اسقط دستور (1923)  بقيادة اللواء محمد نجيب وقيادة البكباشي جمال عبد الناصر  وكان الضابط انور السادات اول من اذاع بيان الثورة حيث اصبح فيما بعد رئيسا لمصر  واضطر الملك فاروق على مغادرة البلاد في ( 26/ يوليو /1952) الى ايطاليا حيث الغيت الملكية واعلنت الجمهورية .

مبادىء الثورة :

_القضاء على الاقطاع

_القضاء على الاستعمار

_القضاء على سيطرة المال على الحكم

_اقامة جيش قوي

_ اقامة عدالة اجتماعية

_ اقامة حياة ديمغرافية سليمة .

 

عن mcgd

شاهد أيضاً

روني الياس مالك Byblos Hearing Center …. العنوان الافضل.

مقال  / طبي كتب / دعيبس بلوط شعاره الصدق والامانة  وبناءه الانساني قائم على الاحساس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *