هشام حداد … بسمة مطرزة بالألم مع السيدة ميشلين خليفة  

رنة وتر

بقلم / دعيبس بلوط

كاتب المقال

     هشام حداد … بسمة مطرزة بالألم مع         السيدة ميشلين خليفة  

ترددت كثيرا قبل الكتابة عنه لانه من الصعب جدا ان تقرأه قراءة سلسة تفيه حقه وتكتشف الابعاد الوجدانية الحقيقية بشخصيته بدون ان تغوص في اعماقه الذهنية .

هو رائد من رواد الضحكة في لبنان ومن صناع البهجة على الشاشة الصغيرة لانه بفطرته كانيؤسس لوطن انساني فرح  ومبهج وهو مقدم برنامج متألق في مجال النقد المولييري اللاذع والمائل الى الكوميديا الايت وصاحب شخصية فنية كاريزماتيكية في التمثيل  ولكن من يغوص في اغوار شخصيته الانسانية يتلمس الما موجعا وعصامية عنيدة  كونا شخصيته الفنية والاعلامية …

هشام حداد نسمة فرح آتية من وجع الانسانية .

تألق هشام حداد تألقا كاسحا في حلقته الاخيرة من برنامجه (كتير هلقد) مع السيدة ميشلين خليفة واثبت جدارة عالية في فن المحاورة والتراتبية الذهنية وطريقة سرق الضحكة من نجمة رصينة مكللة بهالة الطرب . ان بريق نجموميته مرتبط بعصاميته وهو بقدر ما يظهر على الشاشة (مزيح ونكتجي ) بقدر ما هو مسؤول ورصين فهذا التوازن بين المحطتين جعل منه صاحب استقلالية بعيدا عن الاستنساخ او الانجراف في هوة التقليد فكان حضوره الذهني قيما باستضافة الكبار لانه قادر على ايفاء كل مجلس مقامه اما هشام الممثل له طريقته الخاصة بالكوميديا لا نجدها عند غيره وكأنه خليط من روح فؤاد المهندس وعبد االمنعم مدبولي حتى في الاداء وهذا ما يثبت بان صورته كممثل ثابتة بجدية في اذهان الناس .

هشام حداد ليس بوقح بقدر ما في شخصيته من ادب وخجل انما ذهنيته الاعلامية وروحه كممثل يجعلانه جريئا بنقده فهو يرمز بهذا الحضور الى مساحة عريضة من الرقي والنضح والوعي والحكمة بشخصيته الاعلامية لذا قراءته كانت صعبة عندي لانني حاولت استخلاص زبد الفواصل عنه بعيدا عن الشاشة . هذا الرجل ينتمي بحسه الانساني والفني الى زمن ماض عريق قل وجوده اليوم بالرغم من صغر سنه وكأنه يخفي سذاجة الاخرين بقناع الابتسام انما بشخصه قادر على ايفاء كل ضيف من ضيوفه مكانته وحقه لهذا تراه سريع الحركة في الاستديو خفيف الظل ولكن اذا انصت الى نظراته للكاميرا تتلمس الخجل والوقار فهو ملم بالاحاطة بادق تفاصيل برنامجه . هشام حداد روض نجومية ميشلين خليفة لجيل اليوم ترويضا مقنعا والسيدة ميشلين خليفة اخذته الى عالم الوقار والجدية الصفتين اللتين اخفاهما عنا وما احوجنا في هذا الزمن لاعلامي خفيف الروح مهضوم وعلى جانب عال من الفطنة والحرفية والميكانيكية الاعلامية .

 

عن mcgd

شاهد أيضاً

سونيا ابي سعد … مناقبية انسانيتها تعكس حقيقتها .

رنة وتر . بقلم / دعيبس بلوط سونيا ابي سعد … مناقبية انسانيتها تعكس حقيقتها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *